نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 156
أراك خفت أن يختلف
المسلمون إن متُّ في غشيتي؟! قال : نعم. قال : جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله.
فلمَّا كتب العهد أمر أن يُقرأ على
الناس ، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولىً له ، ومعه عمر ، فكان عمر يقول للناس :
أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله ، فإنَّه لم يألكم نُصحاً! فسكت الناس [١].
بالأمس القريب ادَّعى أبو بكر أنَّ
الخلافة حقٌّ من حقوق المسلمين ، يولُّون من يجمع أمرهم عليه ، لكنَّه اليوم أوصى
لعمر بن الخطَّاب ، دون أن يجمع المسلمين على كلمة واحدة!
ولنرى بعد ذلك قول الأستاذ عبدالفتاح
عبد المقصود في كتابه « عليُّ بن أبي طالب » وهو يتحدَّث عن موقفه من أبي بكر ،
بعد أن أوصى لعمر بن الخطَّاب من بعده ، قائلاً : « وكان حريَّاً بأن يفصم الغضب
قلب عليٍّ عليهالسلام لأنَّه
إصرار على الحيف بعد الحيف ، ولكنَّه كظم وصبر ، ولم يضرَّه أن يأخذ مقعده في ذيل
الناس ، مادام أصحاب الرسول قد بيَّتوا على نزع سلطان محمد من آله والخروج به ثانية
من عقر بيته ، ولم يكن هذا بمستغرب من قريش ، ولكنَّه كان عجباً غاية العجب من
الشيخ ، بعد أن استوت بينه وبين عليٍّ الأمور ، ولم تعد خافية على أبي بكر مكانة
الشابِّ وأثره في حياة الجماعة الإسلامية ، من تضحيات وبذل عند ولادة الدين ومن
حكمة وفضل ، ودولة الإسلام تشقُّ طريقها إلى الأمام ... » [٢].
وتوفِّي أبو بكر في٢١ ـ ٢٢ جمادى الآخرة
سنة١٣هـ أواخر آب ٦٣٤م.