ومنهم : زعيم كندة الأشعث بن قيس ، الذي
أمر قومه بمنع الزكاة ، وأن يلزموا بلادهم ، ويتَّحدوا على كلمة واحدة ، « فإنِّي
أعلم أنَّ العرب لا تقرُّ بطاعة بني تيم بن مرَّة ، وتدع سادات البطحاء من بني
هاشم إلى غيرهم .. » [٢].
والأنكى من ذلك كان الأمر مع مالك بن
نويرة ، الذي استعمله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
على صدقات قومه ، فلمَّا نُعي له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
قام بتوزيع الصدقات على فقراء قومه ، ولم يبعثها إلى الخليفة الجديد ..
وأنشد يقول :
فقلتُ خذوا أموالكـم غير خائفٍ
ولا نظرٍ فيما يجيء من الغدِ
فإن قام بالدين الُمحـوَّق قائمٌ
أطعنا ، وقلنا الدين دينُ محمَّدِ
إذن هؤلاء لم تطمئن قلوبهم للخليفة
الجديد ، هذه هي مشكلتهم التي من أجلها ارتكب خالد بن الوليد أبشع مجزرة في ظلَّ
الخلافة الجديدة ، فضرب أعناقهم صبراً واحداً بعد الآخر وارتكب أيضاً أقبح كبيرة ،
إذ واقع زوجة مالك في ليلة قتله [٣].
[١] انظر الفتوح /
ابن أعثم ١ : ٥٨ ، معجم البلدان/ ياقوت الحموي ، « حضرموت ».