نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 134
قال فيها معاوية مخاطباً
محمَّد بن أبي بكر : « قد كنَّا وأبوك معنا في حياة نبيِّنا نرى حقَّ ابن أبي طالب
لازماً لنا ، وفضله مبرزاً علينا » [١].
ومن قول محمَّد بن أبي بكر في رسالته
إلى معاوية ، يصف فيها عليَّاً عليهالسلام
: « وهو وارث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ووصيُّه ، وأبو ولده ، أوَّل الناس له اتِّباعاً ، وأقربهم به عهداً ، يخبره
بسرِّه ويطلعه على أمره » [٢].
١٠ ـ لن تضلّوا بعده
:
إضافة إلى هذا الاجراء النظري الصريح
بخلافة عليٍّ عليهالسلام
وولايته ، أراد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أن ينفِّذ إجراءً عملياً بحقِّه عليهالسلام
مرّة بعد أخرى قبيل رحيله .. ففي الأولى أمر بدواة وكتف ليكتب لهم كتاباً لن
يضلّوا بعده ، لكنَّها كانت الرزية التي أبكت ابن عبَّاس ، حتى بلَّ دمعه الحصى!
قد حالوا دون كتابة الكتاب الذي سيكون
آخر شهادة حقٍّ ناطقة بولاية عليٍّ عليهالسلام
وإذا بقول أحدهم : « حسبنا كتاب الله » لكنّ كتاب الله يقول : (مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ الله)[٣]! ومن عصى
الرسول فقد عصى الله ..
وفي الثانية عزم صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يخلي المدينة المنورة ممّن يعلم
منهم الخلاف على علي عليهالسلام
والمنازعة في الخلافة ، فعقد الراية لأسامة وأمرهم بالانقياد
[١] انظر اشارة
الطبري : تاريخ الطبري ٤ : ٥٥٧ ـ أحداث سنة ٣٦ ، ونص رسالته في مروج الذهب
للمسعودي ٣ : ٢١ ، تحقيق عبدالأمير مهنا ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، ١٩٩١م ، وشرح
نهج البلاغة ٣ : ١٨٨.