نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 109
يكونوا عامدين
فغافلين ، بين قضيتين منفصلتين ، قضية الشكوى الخاصة ، وقضية خطبة الغدير العامة
على الملأ من المسلمين.
٥ ـ عليٌّ عليهالسلام مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في ساعات الوداع :
مرض النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعثة أُسامة :
لمَّا قدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة المنوَّرة ، من حجِّ الوداع ،
أقام أيَّاماً وعقد لأُسامة بن زيد ، على جُلَّة من المهاجرين والأنصار ـ منهم أبو
بكر وعمر ـ وأمره أن يقصد حيث قُتل أبوه ، وقال له : « أوطئ الخيل أواخر الشام من
أوائل الروم » ، فتكلَّم المنافقون في إمارته ، وقالوا : أمَّر غلاماً على جلَّة
المهاجرين والأنصار! فاشتكى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ذلك ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وقال : « إن تطعنوا
في إمارته ، فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل ، وإنَّه لخليق للإمارة ، وكان أبوه
خليقاً لها » [١].
واشتدَّ برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجعه ، فتأخَّر مسير أُسامة لمرض رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وثقل رسول
الله ، ولم يشغله شدّة مرضه عن إنفاذ أمر الله ، فقال : « أنفذوا جيش أُسامة »!
قالها مراراً ، وإنَّما فعل عليهالسلام
ذلك لئلا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الإمامة ، ويطمع في الإمارة ،
فيستوسق الأمر لأهله [٢].
وروى بعضهم أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أحس منهم التباطؤ ، كان يكرر قوله
:
[١] الكامل في
التاريخ ٢ : ١٨٢ ، الطبقات الكبرى ٢ : ١٤٦ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١١٣. وكان رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أمّر زيد
بن حارثة ، أبا أسامة ، في غزوة مؤتة ، وفيها استشهد رضوان الله عليه.