وفي زمان المعتمد اعتقل الإمام العسكري عليهالسلام عدّة مرات ، فقد روي أنه سُلّم إلى نحرير
، وكان يضيق عليه ويؤذيه ، فقالت له امرأته : ويلك اتقي الله ، لا تدري من في
منزلك ! وعرّفته صلاحه ، وقالت : إنّي أخاف عليك منه. فقال : لأرمينّه بين السباع
، ثم فعل ذلك به ، فرئي عليهالسلام
قائماً يصلي والسباع حوله [٢].
وحُبس عند علي بن جرين سنة ٢٦٠ ه ، وروي
« أنه لما كان في صفر من هذه السنة جعلت اُم أبي محمد عليهالسلام تخرج في الأحايين إلى خارج المدينة
وتجسّ الأخبار ، حتى ورد عليها الخبر حين حبسه المعتمد في يدي علي بن جرين ، وحبس أخاه
جعفراً معه ، وكان المعتمد يسأل علياً عن أخباره في كلّ مكان ووقت ، فيخبره أنه
يصوم النهار ويصلي الليل ، فسأله يوماً من الأيام عن خبره فأخبره بمثل ذلك ، فقال
له : أمضِ الساعة إليه وأقرئه مني السلام ، وقل له : انصرف إلى منزلك ... » إلى آخر
الرواية وفيها أنه عليهالسلام
أبى أن يخرج من السجن حتى أخرجوا أخاه معه [٣]
، رغم أن جعفراً كان يسيء إليه ويتربّص به.
وروى ابن حجر الهيتمي وغيره أنه عليهالسلام أخرج بسبب حادثة الاستسقاء ، قال : «
لمّا حبس عليهالسلام قحط الناس
بسرّ من رأى قحطاً شديداً ، فأمر المعتمد بن المتوكل بالخروج للاستسقاء ثلاثة أيام
فلم يسقوا ، فخرج النصاري ومعهم