نام کتاب : الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 142
المبحث الأول : دوره عليهالسلام في ترسيخ العقائد الاسلامية
نحاول هنا إثارة بعض الكلمات التي وردت
عن الإمام العسكري عليهالسلام
في شؤون العقيدة والكلام ، وما يتصل بذلك من التمهيد لغيبة ولده الحجة المهدي عليهالسلام ، وملاحظة بعض الأفكار المنحرفة لردّها
وتفنيدها ، وكما يلي :
أولاً : كلماته في التوحيد
ففي باب التوحيد لم يدع الإمام عليهالسلام مناسبة دون أن يوجه أصحابه إلى التوحيد
الخالص والتحذير من رواسب الشرك مهما دقّت وصغرت ، ومن ذلك ما رواه أبو هاشم
الجعفري قال : « سمعت أبا محمد عليهالسلام
يقول : من الذنوب
التي لا تغفر قول الرجل : ليتني لا اؤاخذ إلا بهذا
، فقلت في نفسى : إن هذا لهو الدقيق ، ينبغي للرجل أن يتفقّد من أمره ومن نفسه كلّ
شيء ».
فكأنّ الإمام عليهالسلام عرف ما في نفسه ، وهناك أحاديث كثيرة
عنه وعن آبائه عليهمالسلام
تذكر أنّ بعض الناس كان يسمع الجواب من الإمام وهو يفكرّ ، أي لم يطرح السؤال بعد
، حيث إنّ الملكة القدسية تجعله عليهالسلام
يعرف ما يضمرون من قبل ان يتحدّثوا به. فقال عليهالسلام
: « يا أبا هاشم
، صدقت فالزم ما حدّثت به نفسك ، فإنّ الاشراك في الناس أخفى من دبيب الذرّ على
الصفا في الليلة المظلمة ، ومن دبيب الذرّ على المسح الأسود »[١].
وكان الجدل يدور في صفات الله تعالى منذ
عهد الإمام الباقر عليهالسلام
حتى عهد الإمام العسكري عليهالسلام
، ولعلّ أبرز المسائل التي كانت مدار البحث والجدل هي