فقال صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم: «أدرك يا عليّ سعدا و خذ الراية و كن أنت الذي تدخل بها»[3].
فاستدرك النبيّ صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم به ما كاد يفوت من صواب التدبير بإقدام سعد على أهل مكّة،
و علم أنّ الأنصار لا ترضى أن يأخذ أحد من الناس الراية من سيّدها سعد و يعزله عن
ذلك المقام إلّا من كان في مثل حال النبيّ من رفعة الشأن و جلالة المكان.
و من مواقفه: أنّه لمّا
دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المسجد الحرام وجد فيه ثلاثمائة و
ستّين صنما بعضها مشدود ببعض، فقال لأمير المؤمنين عليه السلام: «أعطني يا عليّ
كفّا من الحصى» فقبض له أمير المؤمنين عليه السلام كفّا من الحصى، فرماها بها و هو
يقول: جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً[4]. فما بقي منها
صنم إلّا خرّ لوجهه، ثمّ
[1] ارشاد المفيد 1: 56، و نحوه في: سيرة ابن هشام
4: 40، و صحيح البخاري 5: 184، و صحيح مسلم 4: 1941/ 2494، و تاريخ اليعقوبي 2:
58، و مسند أحمد 1: 79، و تاريخ الطبري 3: 48، و مستدرك الحاكم 3: 301، و دلائل
النبوة للبيهقي 5: 14.
[2] في نسختي« ط» و« ق»: تستحل، و ما أثبتناه من
نسخة« م».
[3] ارشاد المفيد 1: 60 و 134، مغازي الواقدي 2:
822، سيرة ابن هشام 4: 49، تاريخ الطبري 3: 56، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد
17: 272.