نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى ط- الحديثة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 261
و قام إليه رجل من بني عديّ و قال: يا رسول اللّه أ تخرجنّ
إلى منى و رءوسنا تقطر من الماء[1]؟ فقال عليه
السلام: «إنّك لن تؤمن بها حتّى تموت».
فقام إليه سراقة بن مالك
بن جعشم فقال: يا رسول اللّه أ لعامنا هذا أم للأبد؟
قال: «لا، بل لأبد
الأبد».
فأحلّ الناس أجمعون،
إلّا من كان معه هدي.
[فصل في بيعة غدير
خم]
و خطب رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم الناس يوم النفر من منى فودّعهم، و لمّا قضى رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نسكه و قفل إلى المدينة، و انتهى إلى الموضع المعروف
بغدير خمّ، و ليس بموضع يصلح للنزول لعدم الماء فيه و المرعى، نزل عليه جبرئيل عليه
السلام، و أمره أن يقيم عليّا و ينصبه إماما للناس، فقال: «ربّ إنّ أمّتي حديثو
عهد بالجاهليّة» فنزل عليه: أنّها عزيمة لا رخصة فيها، فنزلت الآية: يا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما
بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[2].
فنزل رسول اللّه بالمكان
الذي ذكرناه، و نزل المسلمون حوله، و كان يوما شديد الحر، فأمر رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم بدوحات هناك فقمّ ما تحتها، و أمر بجمع الرحال في ذلك
المكان و وضع بعضها على بعض، ثمّ أمر مناديه فنادى بالناس الصلاة جامعة، فاجتمعوا
إليه، و إنّ أكثرهم ليلفّ رداءه على قدميه من شدّة الرّمضاء، فصعد صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم على تلك الرحال حتّى صار في ذروتها، و دعا عليّا عليه السلام فرقى
معه حتّى قام عن