« القضاء » أو في
خصوص « التشريع والتقنين » ، بل الحكم في هذه الآية ذو مدلول أوسع يكون « القضاء »
من إحدى شؤونه ، وما ذلك المعنى إلاّ السلطة والإمرة والحاكمية بمفهومها الوسيع
التي تقوم بالسلطات الثلاث.
هذا وفي مقدور القارئ الكريم أن يستظهر
هذه الحقيقة ، ونعني : انحصار الحاكمية في الله تعالى ، من آيات أُخرى أيضاً غير
ما ذكرناه في مطلع هذا المبحث ، مثل قوله :
إنّ اختصاص حق الحاكمية بالله سبحانه
ليس بمعنى قيامه بإدارة البلاد وإقرار النظام وممارسة الإمرة وفصل الخصومة إلى غير
ذلك مما يدور عليه أمر الحكومة ، فإنّ ذلك غير معقول ولا محتمل ، بل المراد أنّ من
يمثّل مقام الإمرة في المجتمع البشري يجب أن يكون مأذوناً من جانبه سبحانه لإدارة
الأُمور والتصرف في النفوس والأموال وأن تكون ولايته مستمدة من ولايته سبحانه ،
ومنبثقة منها ، ولولا ذلك لما كان لتنفيذ حكمه جهة ولا دليل.
وإن شئت قلت : إنّ المقصود هو حصر
الولاية التي تنبعث منها الحاكمية