والمراد بحبل الله الذي يجب الاعتصام به
هو دينه المفسر بالإسلام ، كما قال : (إِِنَّ
الدِّينَ عِندَ اللهِ الإسْلامُ)[٢] ، والإسلام هو إظهار الشهادتين ولا ريب
في وجوده في طوائف المسلمين إلاّ من اتفقت كلمتهم على تكفيرهم كالخوارج والنواصب.
ومن راجع الكتاب والسنّة يجد انّهما
يركزان دعوتهما على لزوم التوادد والتحابب بين المسلمين لا على التنافر ، ورمي
بعضهم بعضاً بالكفر ، والتعدي بالضرب والشتم والقتل.
وأخرج البخاري بطرق عديدة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال في حجة الوداع :
« انظروا ولا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب
بعضكم رقاب بعض ». [٣].
فكيف يسمح الوهابيون لأنفسهم إذن بأن
يرموا المسلمين الموحدين بالشرك ليس إلاّ لأنّهم يظهرون ما يضمرونه من محبة وود
للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بتقبيل
ضريحه وتعظيمه.
٢. هل القدرة والعجز حدّان للشرك ؟
ربما يستفاد من كلمات الوهابيين أنّ
هناك معياراً آخر للشرك في العبادة ،
[٣] البخاري : ج ٩
كتاب الفتن الباب السابع الحديث الأوّل والثاني ، ورواه أيضاً في مختلف كتبه ،
ورواه ابن ماجة في باب سباب المسلم فسوق ، راجع ٢ / ٤٦٢ ، ط مصر.