لا شك في أنّ طلب الحاجة من أحد ـ بصورة
جدية ـ إنّما يصح إذا اعتقد طالب الحاجة بأنّه قادر على انجاز حاجته ، وهذه القدرة
قد تكون قدرة ظاهرية ومادية ، كأن نطلب من أحد أن يسقينا ماءً ، ويجعله تحت تصرفنا
، وقد تكون القدرة قدرة غيبية ، خارجة عن نطاق المجاري الطبيعية والقوانين المادية
، كأن يعتقد أحد بأنّ الإمام علياً عليهالسلام
قلع باب « خيبر » بالقدرة الغيبية ، كما جاء في الحديث.
أو أنّ المسيح عليهالسلام كان يقدر ، بقدرة غيبية على منح الشفاء
لمن استعصي علاجه ، دون دواء ، أو إجراء عملية جراحية.
والاعتقاد بمثل هذه القدرة الغيبية إن
كان ينطوي على الاعتقاد بأنّها مستندة إلى الإذن الإلهي ، وإلى القدرة المكتسبة
منه سبحانه ، فهي حينئذ لا تختلف عن القدرة المادية الظاهرية ، بل هي كالقدرة
المادية التي لا يستلزم الاعتقاد بها الشرك ، لأنّ الله الذي أعطى القدرة المادية
لذلك الفرد ، هو الذي أعطى القدرة