الشعور بالسلطان
الإلهي الأعلى الذي هو روح العبادة ، وسرها [١].
إنّ عبارة : « الشعور بالسلطان الإلهي »
حاكية عن أنّ الفرد العابد حيث إنّه يعتقد بالوهية المعبود ، لذلك يكون عمله عبادة
وما لم يتوفر مثل هذا الاعتقاد في عمله لا يتصف بالعبادة.
٢. وقد جاء شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمود
شلتوت بتعريف يتحد مع ما ذكره صاحب المنار معنى ويختلف معه لفظاً ، فقال :
فالتعريفان متحدان نقداً وإشكالاً ،
فليلاحظ ، وان كان تفسير المنار يختص بإشكال آخر ، حيث إنّه يقول : « العبادة
ناشئة عن استشعار القلب عظمة لا يعرف منشؤها » في حين أنّ العابد يعلم أنّ علة
العظمة هي : السلطة الإلهية ، التي هي الوهية المعبود والإحساس بالحاجة الشديدة
إليه ، وأنّ بيده مصير العابد ، وغير ذلك من الدوافع ، فكيف لا يعرف منشؤها ؟ [٣].
٣. وأكثر التعاريف عرضة للإشكال هو
تعريف ابن تيمية ، إذ قال :
العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه
من الأقوال والأعمال الباطنية والظاهرية كالصلاة ، والزكاة والصيام ، والحج ، وصدق
الحديث ، وإداء الأمانة وبر الوالدين ، وصلة الأرحام [٤].
وهذا الكاتب لم يفرق ـ في الحقيقة ـ بين
العبادة ، وبين التقرّب ، وتصوّر أنّ