ولكن لابد أن نعلم أنّه لا تنافي بين «
بداهة وجود الله » و « فطرية الإيمان به » فلا مانع من أن يكون وجود الله بديهياً
ويكون الإيمان بوجوده فطرياً أيضاً.
وفي الحقيقة فإنّ بداهة وجود الله ما هي
إلاّ نتيجة فطريته ، لأنّ أحد أقسام البديهي هو : « الفطريات » كما هو واضح لمن
يراجع هذا البحث في محله [٢].
ولأجل ذلك لا مانع من أن تكون مسألة
وجود الله بديهية وفطرية في آن واحد وما ذلك إلاّ لأنّ الإيمان بوجوده تعالى قد
امتزج بوجداننا وبفطرتنا ، ولذلك يبدو وجوده لنا في صورة الأمر البديهي.
الإنسان يبحث عن الله فطرياً
يذهب أكثر المفسرين إلى أنّ فطرية
الإيمان بالله أمر يمكن استفادته من الآيات القرآنية [٣] وإذا بهم يجعلون الإيمان بالله كسائر
الغرائز المتأصلة في البشر
[١] راجع كتاب
الأدعية في دعائه عليهالسلام
يوم عرفة.
[٢] بحث « مواد
الأقيسة » وهذا البحث من المباحث الهامة جداً في علم المنطق ، ولكنّ المتأخرين لم
يهتموا به كما ينبغي مع الأسف ، وقد انفرد العلاّمة الحلي فقط في كتابه « الجواهر
النضيدة » بهذا المبحث.
[٣] بمعنى أنّ
الآيات القرآنية تصرّح بأنّ الإذعان بوجود الله فطري لدى الإنسان.