وصفوة القول : إنّ السبب وراء طرح « حصر
الخالقية في الله » ونفيها عمّا سواه ، وكذا التنديد بالأوثان والأصنام بأنّها لا
تقدر على خلق ذبابة ، [١]
وغير ذلك هو تنبيه الضمائر الغافلة عن عبادة الله وحده ، لأنّه مع اعتراف المشركين
بانحصار الخالقية في الله ونفيها عن المعبودات الأُخرى ( المصطنعة ) ينبغي أن
يعبدوا الله وحده ، الذي خلق كل شيء وأخرج جميع الموجودات من العدم إلى حيز الوجود
والتحقّق لا أن يعبدوا ما سواه ، من الأوثان والأصنام العاجزة عن فعل أو خلق شيء
حتى ذبابة أو دفعها عن نفسها ، وهذا هو ما تريد هذه الآيات التنبيه إليه.
سؤال
إذا لم يكن في الوجود من خالق غير الله ،
فكيف يصف القرآن عيسى المسيح عليهالسلام
بأنّه يخلق أيضاً حيث يقول حاكياً عنه :
ثم كيف يصف الله نفسه ـ بعد أن يذكر
مراحل خلقه للإنسان ـ بأنّه (أَحْسَنُ
الخَالِقِينَ) ، وفي ذلك اعتراف ضمني بوجود « خالقين
» آخرين إلى جانب الله ، إذ يقول :