الذات » وكذا
التوحيد في الصفات من نظر العقل أوّلاً ، ثم نطرح بعد ذلك هذه المسألة على القرآن
وصحاح الأحاديث.
١. ذات الله منزّهة عن التركيب الخارجي
والمراد من « التركيب الخارجي » هو أن
يكون الشيء ذا أجزاء خارجية ، كالمعادن والمحاليل الكيمياوية ، التي تتألف من
الأجزاء المختلفة.
ولكن مثل هذا « التركيب » يستحيل في شأن
الله سبحانه ، لأنّ الشيء المركب من مجموعة الأجزاء سيكون « محتاجاً » في وجوده
إلى تلك الأجزاء لا محالة ، والمحتاج إلى غيره معلول لذلك الغير ولا يصلح للإلوهية
حينئذ.
هذا مضافاً إلى أنّ الأجزاء المؤلفة
للذات الإلهية إمّا أن تكون « واجبة الوجود » فحينئذ سنقع في مشكلة « تعدد الآلهة
» التي يعبر عنها في علم الكلام بتعدد القدماء.
وإمّا أن تكون « ممكنة الوجود » وفي هذه
الصورة ستحتاج هذه الأجزاء إلى الغير ليوجدها ، فيكون معنى هذا أنّ ما فرضناه «
إلهاً » يكون معلولاً لأجزاء ذاته التي هي معلولة لموجود أعلى وبالتالي لا يكون
إلهاً.
٢. ذاته منزّهة عن الأجزاء العقلية
ولتوضيح هذا النوع من البساطة نذكر
الأُمور التالية :
أ. انّ الشيء ، يعرف بجنسه وفصله أو ما
يقوم مقامهما التي تسمّى بالماهية وليس للماهية أي دور ، إلاّ تحديد وجود الأشياء
وبيان موقعها في عالم الوجود.