بعد ما عرفنا « التوحيد الذاتي » بمعنى
نفي الشبيه والنظير والمثيل لله سبحانه ببراهينه ، يتعين علينا الآن أن نستعرض «
التوحيد الذاتي » من زاوية أُخرى ، وهي بساطة الذات الإلهية ، ونفي أي نوع من
أنواع التركيب الخارجي والعقلي فيها.
ولما كانت لمسألة بساطة الذات عن
التركيب الخارجي والعقلي ، ومسألة التوحيد في الصفات ( بمعنى اتحاد الذات مع
صفاتها وجوداً وخارجاً ) دلائل مشتركة جعلناهما في فصل واحد وهو الفصل الحاضر ، مع
الاعتراف بأنّ المسألتين من بابين مختلفين ، فمسألة « بساطة الذات » من فروع
التوحيد الذاتي ، ومسألة اتحاد الذات والصفات من شعب التوحيد في الصفات ، ونركز
بحثنا أوّلاً على بساطة الذات.