يتعين علينا أن نعرف أوّلاً ما هو
المقصود من التثليث الذي ربما يعبرون عن الموصوف به ب « الثالوث المقدس » وهم
يقولون في تفسير فكرة « التثليث » :
إنّ الطبيعة الإلهية تتألف من ثلاثة
أقانيم متساوية الجوهر أي الأب والابن وروح القدس.
والأب هو خالق جميع الكائنات بواسطة
الابن ، والابن هو الفادي ، وروح القدس هو المطهر وهذه الأقانيم الثلاثة مع ذلك
ذات رتبة واحدة ، وعمل واحد [١].
والأقنوم ـ لغة ـ يعني : الأصل ، والشخص
، فإذن يصرح المسيحيون بأنّ هذه الآلهة الثلاثة ذات رتبة واحدة ، وعمل واحد وإرادة
واحدة ، بموجب هذا النقل.
ونحن نتساءل ما هو مقصودكم من الآلهة
الثلاثة ؟ والواقع إنّ للتثليث صورتين لا يناسب أي واحد منهما المقام الربوبي :
١. أن يكون لكل واحد من هذه الآلهة
الثلاثة وجود مستقل عن الآخر بحيث يظهر كل واحد منها في تشخص ووجود خاص ، فكما أنّ
لكل فرد من أفراد البشر وجوداً خاصاً ، كذلك يكون لكل واحد من هذه الأقانيم ، أصل
مستقل ، وشخصية خاصة ، متميزة عما سواها.
غير أنّ هذا هو نظر « الشرك » الجاهلي
الذي كان سائداً في عصر الجاهلية في