كل جبلين من جبال
الهملايا أي أثر للجبل وذلك دال على أنّ كلاًّ من الجبلين محدود.
من هذا البيان نستنتج أنّ « محدودية »
أية حادثة من حيث « الزمان » أو محدودية أي جسم من حيث « المكان » هي أن يكون
وجوده مزيجاً بالعدم ، وانّ المحدودية والتلبس بالعدم متلازمان.
ولذلك فإنّ جميع الظواهر والأجسام
المحدودة « زماناً ومكاناً » مزيجة بالعدم ، ويصح لذلك أن نقول في حقّها بأنّ الحادثة
الفلانية ، لم تتحقق في الزمان الفلاني أو أنّ الجسم الفلاني لا يوجد في المكان
الفلاني.
على هذا الأساس لا يمكن اعتبار ذات «
الله » محدودة ، لأنّ لازم المحدودية هو الامتزاج بالعدم ، والشيء الموجود الممزوج
بالعدم موجود باطل لا يليق للمقام الربوبي الذي يجب كونه حقاً ثابتاً مائة بالمائة
كما هو منطق القرآن الكريم والعقل حول الله سبحانه.
(ذلِكَ
بأنَّ الله هُوَ الحَقُّ وأنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الباطِلُ)[١].
ويمكننا أن نستدل لإثبات لا محدودية
الذات الإلهية بدليل آخر هو :
عوامل المحدودية منتفية في ذاته
ويقصد من « انتفاء عوامل المحدودية في
ذاته » أنّ للمحدودية موجبات وأسباباً ، منها : « الزمان والمكان » فهما من أسباب
محدودية الظواهر والأجسام.
فالحادثة التي تقع في برهة خاصة من
الزمان حيث إنّ وجودها مزيج