نعم ربما يحتمل أنّ المراد من قوله
تعالى :(وإِنَّ مِنها (
مِنَ الحْجَارَةِ )
لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ
... ) هو التعبير
عن شدّة قسوة قلوب اليهود ، بشهادة أنّ من الحجارة ما تتفجّر منه الأنهار ، دون
قلوبهم ، وانّ من الحجارة ما يهبط من خشية الله دونها ، وعند ذاك لا تصلح الآية
للاستدلال على سريان الشعور في الموجودات عامّة.
غير انّ هذا الاحتمال لا يضر بما ذهبنا
إليه ، فإنّ التعبير عن شدّة قسوة قلوبهم يجتمع مع دلالة الآية على سريان الشعور
في عامّة الموجودات ، فإنّ الآية أثبتت للحجارة صفتين : التفجّر ، والهبوط من خشية
الله.
فكما أنّ التفجّر أمر حقيقي لها ، فكذلك
الهبوط من خشية الله أمر حقيقي لها ، ومع ذلك تدلّ على شدّة قسوة قلوبهم.
وفي آية أُخرى يخبر القرآن الكريم عن
قضية عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال ، وامتناع هذه الأشياء عن حملها
خشية وإشفاقاً فيقول :