نام کتاب : سلامة القرآن من التحريف نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 88
ولما فيه من الحثّ
من لدن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
والأجر والثواب الذي يستحقّه الحافظ عند الله تعالىٰ ، والمنزلة الكبيرة والمكانة المرموقة التي يتمتّع
بها بين الناس ، وحسبك ما يقال عن كثرتهم علىٰ عهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعد عهده أن قُتِل منهم سبعون في غزوة بئر معونة خلال حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقُتل أربعمائة ـ وقيل : سبعمائة ـ منهم في حروب اليمامة عقيب وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحسبك من كثرتهم أيضاً أنّه كان منهم سيّدة ، وهي أمُّ ورقة بنت عبدالله ابن الحارث ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يزورها ويسمّيها الشهيدة ، وقد أمرها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أن تؤمّ أهل دارها [١].
أمّا حفظ بعض السور فقد كان مشهوراً
ورائجاً بين المسلمين ، وكلّ قطعةٍ كان يحفظها جماعة كبيرة أقلّهم بالغون
حدّ التواتر ، وقلّ أن يخلو من ذلك رجلٌ أو أمرأةٌ منهم ، وقد اشتدّ
اهتمامهم بالحفظ حتىٰ إنّ المسلمة قد تجعل مهرها تعليم سورة من القرآن أو
أكثر.
٢ ـ لا يرتاب أحدٌ أنّه كان من حول
الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
كُتّاب يكتبون ما يملي عليهم من لسان الوحي ، وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم
قد رتّبهم لذلك ، روىٰ الحاكم بسندٍ صحيح عن زيد بن ثابت ، قال : « كنّا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نؤلّف القرآن من الرقاع » [٢].
وقد نصّ المؤرخون علىٰ أسماء
كُتّاب الوحي ، وأنهاهم البعض إلىٰ اثنين وأربعين رجلاً ، وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم
كلّما نزل شيءٌ من القرآن أمر بكتابته لساعته ، روىٰ البراء : أنّه عند نزول قوله تعالىٰ : ( لَّا يَسْتَوِي
الْقَاعِدُونَ مِنَ