responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير فرات الكوفي نویسنده : فرات الكوفي، فرات بن ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 17

و ممّا يهوّن الخطب في كافة الأمور الثقافية هو أنّ اللّه الحجّة البالغة و كتابه الساطع الذي يفرق بين الحق و الباطل و هناك الأحاديث الكثيرة المتواترة المقطوع صدورها بحيث يمكن أن تكون ميزانا لمعرفة الأحاديث الأخرى بعد العرض عليها، و أيضا هناك الفطرة السليمة التي تتمكن نوعا ما من تمييز الجيد من الردي، و قد أرجعنا الرسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم على ما رواه الكثير من علماء الفريقين إلى الثقلين كتاب اللّه و عترته ما إن تمسكنا بهما لن نضل بعده أبدا و إنهما لن يتفرقا حتّى يردا عليه الحوض، فالكتاب واضح برهانه لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه قد حفظه اللّه من الزيادة و النقصان و عصمه من التلبيس و التحريف و أمّا الثقل الآخر فليس هو السنة النبويّة و لا سنة أهل البيت بمعنى الأحاديث و الروايات التي بأيدينا و ذلك لما فيه من الاختلاق و التغيير و التناقض و السنة التي لا تعصم نفسها عن الكذب و الضلال كيف يتم إرجاع الناس إليه من قبل الرسول و بالنتيجة فاقد العصمة كيف يورث العصمة من الضلال فيما إذا تمسكوا به، بل الثقل الآخر هم أهل البيت بأنفسهم فهم الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم و تطهيرا و هم حفظة هذا الدين من تحريف الغالين و انتحال المبطلين هم الأئمة الاثنى عشر الذين يمثلون وجودا مستمرّا في جميع العصور إلى يوم القيامة حتّى ورود الحوض مع استمرارية القرآن جنبا إلى جنب و في عصر الغيبة و إن كان الإمام غائبا عن الأبصار إلّا أنّه رسم الخطوط العريضة و الواضحة الحيّة للتمسّك بهم و الاهتداء بهديهم سواء في مجال القيادة و الثقافة و هو الشاهد على الأوضاع و الموجّه لها بقدر ما تقتضيه أسباب الهداية و اللطف الإلهي.

فعلينا دائما و أبدا أن نتمسّك بالثقلين و عرض ما هو غامض على القرآن و مراجعة أولي الفقه و البصيرة الذين يمثلون تلك. الخطوط و أن لا نتسرع في الحكم على الأحاديث بمجرد عدم فهمنا لها فللقرآن ظهر و بطن و لبطنه بطن إلى سبعين بطن فربما نرى رواية تتعارض بالنظر البدوي لظاهر القرآن إلّا أننا لو تأملنا و تريّثنا لعرفنا أنّه ليس فقط لا يتعارض بل يؤيده كل التأييد لكن لا يلقّاها إلّا الذين صبروا و لا يلقّاها إلّا ذو حظّ عظيم فظاهره أنيق و باطنه عميق فإذا وجدنا آية ظاهرها في جماعة معينة ثمّ تقول الرواية أنّها نزلت في أهل البيت أو في شيعتهم أو في أعدائهم فلا نستنكر ذلك فقد جاء في الحديث كما في أوّل الكتاب: القرآن أربعة أرباع ربع فينا و ربع في عدوّنا و ربع فرائض و أحكام و ربع حلال و حرام و لنا كرائم القرآن، و في ح 166 من هذا الكتاب نحوه عن الباقر و أضاف: و لو أن آية نزلت في قوم ثمّ ماتوا اولئك ماتت الآية إذا ما بقي من القرآن شي‌ء، إنّ القرآن يجري من أوّله إلى آخره و آخره إلى أوله ما قامت السماوات و الأرض فلكل قوم آية يتلونها هم منها في خير أو شر.

نام کتاب : تفسير فرات الكوفي نویسنده : فرات الكوفي، فرات بن ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست