لا حاجة بنا إلى القول بأن القرآن
الكريم قد وصل إلينا كما نزل ، وقد حفظ بين الدفتين كما أوحي ، فالحديث عن سلامة
القرآن وصيانته من البديهيات ، والاعتقاد بخلوه من الزيادة والنقصان من الضروريات.
والقرآن في منأى عن التحريف في نصوصه
وآياته ، إذ لم يضف إليها ما ليس منها ، ولم يحذف ما هو منها ، فالموجود بين
أيدينا هو النص القرآني الكامل في ضوء ما أسلفناه من وحي القرآن ، ونزول القرآن ، وجمع
القرآن ، وقراءات القرآن ، وشكل القرآن ، إذ تضافرت هذه العوامل جميعاً على ضبطه
كما أنزل ، زيادة على العناية الإلهية التي رافقت هذه العوامل ، وصاحبت هذا النص.
أن الدلائل العلمية تؤكد حقيقة صيانة
القرآن كياناً متماسكاً مستقلاً لم تصل إليه يد التحريف ، ولم تستهدفه نبال
العوادي ، وليس هذا أمراً اعتباطيا تحكمت فيه الظروف أو الصدف ، بل هو أمر حيوي
قصدت إليه إرادة الغيب بإشاءة الله تعالى ، وتأسيساً على ذلك فلا يغير القرآن غرض
طارئ ، ولا عدوان مباغت.
وحديثنا عن سلامة النص القرآني يقتضي
دحض أي ادعاء مغاير ، ورد أي اتجاه مناوئ ، وهذا يدعو إلى تصفية دعاوى التحريف
وتفنيد أباطيلها من الوجوه كافة.
ودعاوى التحريف لدى غربلتها ، ودراسة
مظاهرها ، نجدها تتردد بين عدة ظواهر هي :