ذهب استاذنا الدكتور المخزومي : « أن
الخليل أول من التفت إلى صلة الدرس الصوتي بالدراسات اللغوية الصرفية ، الصرفية
والنحوية ، ولذلك كان للدراسة الصوتية من عنايته نصيب كبير ، فقد أعاد النظر في
ترتيب الأصوات القديمية ، الذي لم يكن مبنياً على أساس منطقي ، ولا على أساس لغوي
، فرتبها بحسب المخارج في الفم ، وكان ذلك فتحاً جديداً ، لأنه كان منطلقاً إلى
معرفة خصائص الحروف وصفاتها » [١].
لم تكن هذه الأولية اعتباطية ، ولا
الحكم بها مفاجئاً ، فهما يصدران عن رأي رصين لأن الخليل بن أحمد الفراهيدي ( ت :
١٧٥ هـ ) هو أول من وضع الصوت اللغوي موضع تطبيق فني في دراسته اللغوية التي
انتظمها كتابه الفريد ( العين ) بل هو أول من جعل الصوت اللغوي أساس اللغة المعجمي
، فكان بذلك الرائد والمؤسس.
لا أريد التحدث عن أهمية كتاب العين في
حياة الدرس اللغوي ولكن أود الإشارة أن كتاب العين ذو شقين : الأول المقدمة ،
والثاني الكتاب بمادته اللغوية وتصريفاته الإحصائية المبتكرة التي اشتملت على
المهمل والمستعمل في لغة العرب.
والذي يعنينا في مدرسة الخليل الصوتية
مواكبة هذه المقدمة في منهجيتها لتبويب الكتاب ، وبيان طريقته في الاستقراء ،
وإبداعه في
[١] المخزومي ، في
النحو العربي ، قواعد وتطبيق : ٤.