شيء [١]. إن هذا النحو المستفيض لطبيعة تقسيم
الأصوات ، وتبويب ذلك في مجالات متعددة ، تتلمس حقيقة الصوت مرة كما في الصوائب
والصوامت ، وتنظر علاقة الصوت بوتري الصوت مرة كما في المجهور والمهموس ، وتراعي
مخارج الأصوات بالنسبة لأجهزة النطق أو التصويت بعامة ، إن هو إلا أصالة صوتية لا
تدانيها أصالة بالنسبة لبيئة انطلاق هذه المعلومات معتمدة على النظر والحس
والتمحيص الشخصي ، دون الاستعانة بأي رعيل من الأجهزة أو المختبرات.
نتيجة هذا الجهد الشخصي لعلماء العربية
، وصفت لنا شخصية كل صوت باستقلالية تامة ، وذلك كل ما توصل إليه الأوروبيين بعد
جهد وعناء ومثابرة جماعية لا فردية.
يقول إبراهيم أنيس « ولقد كان للقدماء
من علماء العربية بحوث في الأصوات اللغوية شهد المحدثون الأوروبيين أنها جليلة
القدر بالنسبة إلى عصورهم ، وقد أرادوا بها خدمة اللغة العربية والنطق العربية ،
ولا سيما في الترتيل القرآني ، ولقرب هؤلاء العلماء من عصور النهضة العربية ،
واتصالهم بفصحاء العرب كانوا مرهفي الحس ، دقيقي الملاحظة ، فوصفوا لنا الصوت
العربي وصفاً أثار دهشة المستشرقين وإعجابهم » [٢].
وكان الوصف ما رأيت في الأقسام السالفة.
تطور الصوت اللغوي :
تنتاب اللغات الحية تطورات أصواتية ،
تنشأ عنها تغيرات أساسية في اللغات ، فيخيم عن ذلك تغيير ملحوظ بطبيعة الصيغ
الكلامية ، ويحدث تطوير في الوحدات التركيبية ، وأهم من ذلك ما ينشأ من تغيير في
الأصوات ، يمكن حصره باختصار كبير في عاملين أساسيين هما : التحوّل التأريخي
والتحول التركيبي.
التحول التأريخي عبارة عن تغيير وتحوير
في القواعد والأصول لنظام