والصرة أشد الصياح تكون في الطائر
والإنسان. وصر صماخه صريراً : صوّت من العطش ، وصرصر الطائر : صوت.
وفي حديث جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام والصر عصفور أو طائر في قده ، أصفر
اللون سمي بصوته ؛ يقال صر العصفور يصرّ إذا صاح وصر الجندب يصر صريراً ، وصر
الباب يصر ، وكل صوت شبه ذلك فهو صرير إذا امتدّ ، فإذا كان فيه تخفيف وترجيع في
إعادة ضوعف كقوله : صرصر الأخطب صرصرة ، كأنهم قدروا في صوت الجندب المد ، وفي صوت
الأخطب الترجيع فحكوه على ذلك [١].
فالصوت هنا ملازم لـ ( صر ) و ( صرصر )
تارة في الشدة ، وأخرى في صوت الريح ، ومثلها في أشد الصياح ، وتارة في التصويت من
العطش ، وسواها في تصويت الطائر ، وأهمها ( الصر ) سمي بصوته ، ويليه العصفور إذا
صاح ، ومن ثم صرير الباب ، وصر الجندب ، وكل صوت يشبه ذلك في التخفيف أو الترجيع.
و« صر » في الآيات ليست بمعزل عن هذه
المصاديق في الشدة والصوت والتصويت ، وتسمية الشيء باسم صوته.
والذكر الحكيم حافل بالألفاظ دالة على
الأصوات ، جرياً على سنن العرب في تسمية اللفظ باسم صوته.
والله تعالى أعلم.
اللفظ المناسب للصوت المناسب :
كل لفظ في القرآن الكريم أختير مكانه
وموضعه من الآية أو العبارة أو الجملة فإن غيره لا يسد مسدّه بداهة ، فقد اختار
القرآن اللفظ المناسب في الموقع المناسب من عدة وجوه ، وبمختلف الدلالات ، إلا أن
استنباط ذلك صوتياً يوحي باستقلالية الكلمة المختارة لدلالة أعمق ، وأشارة أدق ،
بحيث يتعذر على أية جهة فنية استبدال ذلك بغيره ، إذ لا يؤدي غيره المراد