ومن هنا نفيد أن دلالة الفزع فيما تقدم
من ألفاظ أريدت بحد ذاتها لتهويل الأمر ، وتفخيم الدلالة ، وهذا أمر مطرد في
القرآن ، وقد يمثله قوله تعالى : (فغشيهم من
اليم ماغشيهم )[٣].
والمادة نفسها قد توحي بشدة الإتيان
والتوقع عند النوائب.
الإغراق في مدّ الصوت واستطالته :
هنالك مقاطع صوتية مغرقة في الطول والمد
والتشديد وبالرغم من ندرة صيغة هذه المركبات الصوتية في اللغة العربية حتى أنها
لتعدّ بالأصابع ، فإننا نجد القرآن الكريم يستعل أفخمها لفظاً ، وأعظمها وقعاً ؛
فتستوحي من دلالتها الصوتية مدى شدّتها ، لتستنتج من ذلك أهميتها وأحقيتها بالتلبث
والرصد والتفكير.
من تلك الألفاظ : الحاقّة ، الطّامة ؛
الصّاخة. وقد تأتي مجّردة عن التعريف فتهتدي إلى عموميتها ، مثل : دابّة. كافة.
هذه الصيغة صوتياً تمتاز بتوجه الفكر
نحوها في تساؤل ، واصطكاك السمع بصداها المدوي ، وأخيراً بتفاعل الوجدان معها
مترقباً : الأحداث ، المفاجئات ، النتائج المجهولة.
الحاقة الطامة والصاخة : كلمات تستدعي
نسبة عالية من الضغط الصوتي ، والأداء الجهوري لسماع رنتها ، مما يتوافق نسبياً مع
إرادتها في