نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر جلد : 1 صفحه : 98
بعد قوله : (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيدْيِ
المُؤْمِنِينَ) فقيسوا الأَرُزَ على الحنطة لما كان
كلاماً صحيحاً ، ولا يليق بما تقدم ، وإنّما يليق بما تقدم الاتعاظ والانزجار عن
مثل أفعال القوم من الكفر باللّه. [١]
٢.
رفضه للفكرة القائلة بأنّ المعارف ضرورية
وقد استدل المفسر بأُسلوب عقلي رائع على
القائلين بها وفند مزاعمهم ، ومن ذلك قوله عند تفسيره للآية الكريمة :
وفي الآية دلالة على بطلان قول من قال
: إنّ المعارف ضرورةٌ ، لأنّها لو كانت ضرورةً لماجاز أن يدعوهم إلى خلافها ،
كما لايدعوهم إلى خلاف ما هم مضطرون إليه من أنّ السماء فوقهم والأرض تحتهم ،
وما جرى مجراه مما يعلم ضرورة [٣].
كما ورد الشيخ الطوسي على القائلين بأنّ
المعارف ضرورة عند تفسيره لقوله تعالى :
(وًإذا ذُكِرَ
الله وَحْدَهُ أشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالأخِرَةِ)[٤].
فقال : وفي قوله اشمأزّتْ قلوبهم دليلٌ
على فسادِ قول من يقول : المعارف ضرورة.
وقال الطوسي عند تفسيره لقوله تعالى :
(وَإذا قِيلَ
لَهُم تَعالَوا إلى ما أنزَل الله وإلى الرَّسولِ قَالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيهِ
آباءَنا أوْ لَوْ كانَ أباؤُهُم لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً ولا يَهْتَدُونَ)[٥]
وفيها دلالة على وجوب المعرفة ، وأنّها
ليست ضروريّة ، لأنّ الله تعالى بيّنَ الحِجاجَ