نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر جلد : 1 صفحه : 112
وقال الرماني : إنّما يكون قبيحاً ـ
يعني الجهل ـ إذا وقع عن تعمد ، فأما إذا وقع غلطاً أوسهواً لم يكن قبيحاً
ولاحسناً.
فرد عليه الطوسي بقوله :
وهذا ليس بصحيح ، لأنّ استحقاق الذم
عليه يشرط بالعمد فأما قبحه فلا كما نقوله في الظلم سواء. [١]
٤ ـ الشيخ الطوسي
والجبائي
هذا وقد أكثر الشيخ الطوسي من ردوده
واعتراضاته على الجبائي ، وهو يطرح آراءه في جملة من المسائل المختلفة ، نذكر هنا
بعضها :
في مسالة صاحب موسى قال الجبائي :
لايجوز أن يكون صاحب موسى الخضر ، لأنّ
خضراً كان من الأنبياء الذين بعثهم الله من بني إسرائيل بعد موسى.
قال : ولايجوز أيضاً أنْ يبقى الخضر
إلى وقتنا هذا ، كما يقوله من لايدري ، لأنّه لانبي بعدنبينا ، ولأنّه لو كان
لعرفه الناس ولم يخف مكانه.
وقد ردّ عليه مفسّرنا بقوله :
وهذا الذي ذكره ليس بصحيحٍ ، لأنّا
نعلم أوّلاً أنّ خضراً كان نبياً ، ولو ثبت ذلك لم يمتنع أن يبقى إلى وقتنا هذا
، لأنّ تبقيته في مقدور الله تعالى ، ولا يؤدي إلى أنّه نبي بعد نبينا ، لأن
نبوته كانت ثابتة قبل نبينا ، وشرعه ـ إن كان شرعاً خاصاً ـ فإنّه منسوخ بشرع
نبينا صلىاللهعليهوآله ، وإن كان
يدعو إلى شرع موسى عليهالسلام ، أو من تقدم من الأنبياء ، فإنّ جميعه منسوخٌ بشرع
نبينا صلىاللهعليهوآله ، فلا يؤدي
ذلك إلى ما قال ، وقوله لو كان باقياً لرؤي ولعرف غيرصحيح ، لأنّه لايمتنع أن
يكون بحيث لايتعرف إلى أحد منهم ، وإن شاهدوه لايعرفونه. [٢]