إلى أنّ روايات
الكتب الأربعة قطعيّة الصدور ، وهذا القول باطل من أصله ، إذ كيف يمكن دعوى القطع
لصدور رواية رواها واحد عن واحد ، لا سيمّا وأنّ في رواة الكتب الأربعة من هو
معروف بالكذب والوضع على ما ستقف عليه قريباً وفي موارده إن شاء الله تعالى » [١].
ومن قبلهم قال السيد المجاهد الطباطبائي
بعد كلام طويل : « وبالجملة : دعوى قطعيّة ما في الأربعة ممّا لا ريب في فسادها » [٢].
فهذه الكلمات وغيرها صريحة في عدم
قطعيّة صدور أحاديث الكتب الأربعة.
وأمّا بالنسبة إلى تاريخ تصنيف الأحاديث
، فقد حكى المحدّث البحراني عن جماعة : إنّ أوّل من نوّع الأخبار هو ( العلاّمة )
أو شيخه ( ابن طاووس ) ـ رحمهما الله ـ وأمّا المتقدّمون فكانوا يأخذون بجميع
الأخبار المدوّنة في ( الكتب الأربعة ) وغيرها من ( الاصول ) معتقدين بصحتها أجمع.
وهذا ممّا دعا إلى الخلاف بين الأخباريين والمجتهدين [٣].
وتقدم عن المحدّث النوري تعبيره عن هذا
التنويع بـ « النّمط الجديد ».
فهذان المحدّثان وغيرهما يزعمان أنّ
التنويع يختص بالمتأخرين المجتهدين ، وأنّ قدماء الأصحاب كانوا يعتقدون بصحّة