القرآن الكريم كما وقع في العهدين ، وهذا يوجب
الشك في هذا القرآن الموجود بين المسلمين.
وقد أجاب السيد الخوئي [١] عن هذه الشبهة بوجوه نلخصها ونتكلم
عليها فيما يلي :
الأول : « إنّ هذه الأحاديث أخبار آحاد
لا تفيد علماً ولا عملاً ، ودعوى التواتر فيها جزافية لا دليل عليها ، ولم يذكر من
هذه الروايات شيء في الكتب الأربعة ».
أقول : ولكنّ إنكار تواتر هذه الأحاديث
لا يفيد في الشبهة.
وقوله : « لم يذكر ... » :
فيه : إنّ منها ما أخرجه الصدوق في ( من
لا يحضره الفقيه ) ، فقد جاء فيه في باب فرض الصلاة : « وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يكون في هذه الامة كل ما كان في بني
إسرائيل حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة » [٢].
الثاني : لو سلّم تواتر هذه الأحاديث في
السّند وصحّتها في الدلالة لما ثبت بها أنّ التحريف قد وقع فيما مضى من الزمن ،
فلعلّه يقع في المستقبل زيادة ونقيصة.
أقول : ولكن تجويز وقوع ذلك سواء في
الماضي أو المستقبل ، ينافي ما تقدّم من الأدلّة القويمة والشواهد الرصينة على
امتناعه ، لا سيّما وإن الله سبحانه قد وعد وضمن حفظ القرآن إلى يوم القيامة.
الثالث : إنّ المراد بالمماثلة
والمشابهة ليس من جميع الوجوه ،