فقال : يا أمير
المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال : اللّهم إن كان كاذباً فارمه بيضاء لا تواريها
العمامة ، فكان عليه البرص » [١].
ووجدناه كاذباً في قضية حديث الطائر ..
فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله لمّا اتي
إليه طائر مشوي ليأكل منه وقال : « اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإليّ يأكل معي
من هذا الطائر » كان يترقّب دخول علي عليهالسلام
عليه ، وكان أنس كلّما جاء علي ليدخل ردّه قائلاً : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على حاجة » حتى كانت المرة الأخيرة ،
فرفع علي يده فوكز في صدر أنس ثمّ دخل .. فلما نظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قام قائماً فضمّه إليه وقال : ما أبطأ
بك يا علي؟! قال : يا رسول الله ، قد جئت ثلاثاً كل ذلك يردّني أنس ، قال أنس :
فرأيت الغضب في وجه رسول الله وقال : يا أنس ، ما حملك على ردّه؟! قلت : يا رسول
الله سمعتك تدعو ، فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار ، قال : « لست بأوّل رجل أحبّ
قومه ، أبي الله يا أنس إلاّ أن يكون ابن أبي طالب » [٢].
إنّه يكذب غير مرّة ، ويمنع أحبّ الناس
إلى الله ورسوله من الدخول ، ويتسبّب في تأخير استجابة دعوة الرسول صلىاللهعليهوآله ، و ... كما يحصر حفّاظ القرآن في
أربعة من الأنصار .. حبّاً لهم ..!!.
إنّ الباعث له على ما فعل في قصّة
الطائر ليس « حبّ الأنصار »
[١] انظر : نفحات
الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار | قسم حديث الغدير ، والغدير ١ : ـ ١٩١ : ١٩٥.
[٢] حديث الطير من
الأحاديث المتواترة ، تجده في جلّ كتب الحديث والفضائل ، وله طرق كثيرة جدّاً حتى
أفرده بعضهم بالتأليف ... وكلّها تشتمل على صنيع أنس بن مالك ... وهذا الحديث
أيضاً من الأحاديث المبحوث عنها بالتفصيل في كتابنا ( نفحات الأزهار في خلاصة
عبقات الأنوار ) في الجزئين : ١٣ ـ ١٤.