وإمامنا أبا الحسن
علي بن موسى الرضا عليهالسلام
هو المجدّد لهذا المذهب على رأس المائة الثانية ».
أما كتابه « الكافي » فهو أهم كتب
الشيعة الإثني عشرية وأجلّها وأعظمها في الاصول والفروع والمعارف الإسلامية ،
وإليه يرجع الفقيه في استنباطه للأحكام الشرعية ، وعليه يعتمد المحدّث في نقله
للأخبار والأحاديث الدينية ، ومنه يأخذ الواعظ في ترهيبه وترغيبه.
إلاّ أنّه تقرر لدى علماء الطائفة ـ حتى
جماعة من كبار الأخباريين ـ لزوم النظر في سند كلّ خبر يراد الأخذ به في الاصول
والفروع ، إذ ليست أخبار الكتب الأربعة ـ وأوّلها الكافي ـ مقطوعة الصدور عن
المعصومين ، بل في أسانيدها رجال ضعّفهم علماء الفن ولم يثقوا برواياتهم ، ومن هنا
قسّموا أخبار الكتب إلى الأقسام المعروفة ، واتّفقوا على اعتبار « الصحيح » وذهب
أكثرهم إلى حجّية « الموثّق » وتوقف بعضهم في العمل بـ « الحسن ». وأجمعوا على
وجود الأخبار « الضعيفة » في الكتب الأربعة المعروفة ، وقد ذكرنا هذه الحقيقة في
الامور الأربعة ببعض التفصيل.
ونزيد تأكيداً هنا بذكر مثالين أحدهما :
أنّ الكليني روى في « الكافي » أن يوم ولادة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
هو اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل ـ ولذا نسب إليه القول بذلك ـ ولم يوافقه
احد من علماء الشيعة عليه فيما نعلم ، بل ذهبوا إلى أنّه اليوم السابع عشر منه.
والثاني : أنّ الكليني روى في « الكافي » كتاب ( الحسن بن العباس بن حريش ) في فضل
« إنّا أنزلناه في ليلة القدر » وقد ضعف الشيخ أبو العباس النجاشي والشيخ ابن
الغضائري وغيرهما