والاَمر الثاني: تشبيه الدنيا بداية ونهاية بالنبات الذي يعجب الزارع طراوته
ونضارته، ثمّ سرعان ما يتحول إلى عشب يابس تذروه الرياح.
ثمّ استنتج من هذا التمثيل: انّ الحياة الدنيا متاع الغرور، أي وسيلة للغرور
و المتعة، يغتر بها المخلدون إلى الاَرض يتصورونها غاية قصوى للحياة، ولكنّها
في نظر الموَمنين قنطرة للحياة الاَُخرى لا يغترّون بها، بل يتزودّون منها إلى
حياتهم الاَُخروية.
هذا هو ترسيم إجمالي لمفهوم الآية، والتمثيل إنّما هو في الشق الثاني
منها، فلنرجع إلى تفسير كلّ من الاَمرين.
إنّ حياة الاِنسان من لدن ولادته إلى نهاية حياته تتشكل من مراحل
خمس:
المرحلة الاَُولى: اللعب
واللعب هو محل منظوم لغرض خيالي كلعب الاَطفال، وهي تقارن حياة
الاِنسان منذ نعومة أظفاره وطفولته، ويتخذ ألواناً مختلفة حسب تقدم عمره،
وهو أمر محسوس عند الاَطفال.
المرحلة الثانية: اللهو
واللهو ما يشغل الاِنسان عمّا يهمه، وهذه المرحلة تبتديَ حينما يبلغ