ب: العواصف التي تصاحبها الصواعق وتصيب الاَرض وتحيلها إلى رماد.
ج: البرد الشديد الذي يطلق على كلّ ما يتلف الشيء ولو بتجفيف
رطوبته.
والمتعين أحد الاَوّلين دون الثالث، وإلاّ لكان له سبحانه أن يقول كمثل
ريح صرّ وهو البرد الشديد، قال سبحانه في صدقات الكفار ونفقاتهم في الدنيا:
(مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ في هذِهِ الحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ ريحٍ فِيهَا صِرّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون ). [1]
نعم ربما يفسر الصرّ بالسموم الحارة القاتلة. [2]وعندئذ تّتحد الآيتان في
المعنى.
وعلى كلّ حال فالمقصود هو نزول البلاء على هذه الجنة الذي يوَدي إلى
إبادتها بسرعة.
ثمّ إنّه سبحانه بينما يقول: (جنّة من نَخيلٍ وَأَعْناب )الظاهر في كون الجنّة
محفوفة بهما، يقول أيضاً: (فِيها مِنْ كُلّ الثَّمَرات )، فكيف يمكن الجمع بين
الاَمرين؟
والظاهر انّ النخيل والاَعناب لمّا كانا أكرم الشجر وأكثرها نفعاًخصّهما
بالذكر وجعل الجنة منهما، وإن كانت محتوية على سائر الاَشجار تغليباً لهما
على غيرهما.