وحيث أن الإسلام جاء رحمة للعالمين فقد
بيّن للعقلاء كلهم على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم ـ الحكمة في خلقهم
شعوباً وقبائل وميولاً متنوعة ونزعات مختلفة وصرح بأن المقصود من ذلك التعارفُ
والتعاطفُ والتكامل بالتعاون على تحقيق مصلحة الجميع ودفع أو رفع ما يضرهم حيث قال
سبحانه :
وإذا لاحظنا مفردات الشعائر الإسلامية
نجد أنّها كلها تحمل في طيها روح الوحدة وقلب التوحيد من أجل أن ترسخ وحدة
المسلمين وتبقيهم دائماً صفاً واحداً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.
فالصلاة مثلاً تجب على كل المسلمين في
وقت واحد من حيث العنوان العام وإن حصل الاختلاف في بعض الخصوصيات والتفاصيل على
وجه لا يضر بجوهر الوحدة وروحها ، ولذلك يصح أن نشبه الشعارات الإسلامية بالروافد
والأنهار التي تختلف في مجاريها ولكنها تصب في نهاية المطاف في بحر واحد. وهكذا
الشعارات الدينية وإن اختلفت بخصوصياتها المميزة لبعضها عن بعض بالشكل والصورة
ولكن الجوهر واحد والغاية واحدة ما دامت تصب في النهاية في بحر عبادة الله سبحانه