أروي عن العالم عليه السلام أنه قال : أهل
المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة [١]
، لأن الله جل وعز يقول لهم : قد غفرت لكم ذنوبكم تفضلاً عليكم ، لأنكم
كنتم أهل المعروف في الدنيا ، وبقيت حسناتكم فهبوها لمن تشاؤن ، فتكونوا
بها أهل المعروف في الآخرة.
وقال : إن الله عباداً يفزع العباد
إليهم في حوائجهم ، أولئك الآمنون ، كل معروف صدقة ، فقلت له : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإن كان غنياً ؟
فقال : وإن كان غنياً.
وأروي : المعروف كاسمه ، وليس شيء أفضل
منه إلا ثوابه ، وهو هدية من الله إلى عبده المؤمن ، وليس كل من يحب أن
يصنع المعروف إلى الناس يصنعه ، ولا كل من رغب فيه يقدر عليه ، ولا كل من
يقدر عليه يؤذن له فيه ، فإذا منّ الله على
العبد المؤمن ، جمع الله له الرغبة والقدرة والإذن ، فهناك تجب السعادة [٢].
ونروي عن النبي صلى الله عليه وآله : «
من أدخل على مؤمن فرحاً ، فقد أدخل عليّ فرحاً ، ومن أدخل عليّ فرحاً ، فقد اتخذ عند الله عهداً ، ومن اتخذ عند الله
عهداً ، جاء من الآمنين يوم القيامة ».
وروي : اصطنع المعروف إلى أهله وإلى غير
أهله ، فأن لم يكن من أهله فكن