نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 74
كل غث وسمين باسم
الدين وباسم الرسول ، كما سيوافيك بيانه ، وما قيمة العقائد التي دونت على أساس
تلك الأحاديث؟!!
نحن لا ننكر أنّ العلماء والمحدّثين
قاموا بوظيفتهم وواجبهم الديني تجاه السنّة النبوية ، وكابدوا وتحملوا المشاق في
استخراج الصحيح من السقيم ، لكن العثور على الصحيح بعد هذه الحيلولة الطويلة ، من
أشقّ المشاكل وأصعب الأُمور.
وبسبب هذه الحيلولة كلّما بعد الناس عن
عصر الرسول صلىاللهعليهوآله ازداد عدد
الأحاديث ، حتى أخرج محمد بن إسماعيل البخاري صحيحه عن ستمائة ألف ( ٠٠٠ ، ٦٠٠ )
حديث ولأجل ذلك نرى أنّ هرم الأحاديث يتصل بزمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقاعدة ذلك الهرم تنتهي إلى القرون
المتأخّرة ، فكلّما قربنا من زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
نجد الحديث قليلاً ، والعكس بالعكس. وهذا يدّل على أنّ الأحاديث عالت حسب وضع
الوضّاعين وكذب الكذّابين.
كلمتان قيّمتان
١ ـ هناك كلمة للدكتور محمد حسين هيكل
أماط الستر عن وجه الأحاديث المنسوبة إلى النبي الأكرم وقال :
وسبب آخر يوجب تمحيص ما ورد في كتب
السلف ، ونقده نقداً دقيقاً على الطريقة العلمية ، أن أقدمها ، كتب بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآلهوسلم بمائة سنة
أو أكثر ، وبعد أن فشت في الدولة الإسلامية دعايات سياسية وغير سياسية. كان اختلاق
الروايات والأحاديث بعض وسائلها إلى الذيوع والغلب ، فما بالك بالمتأخر ممّا كتب
في أشد أزمان التقلقل والاضطراب؟ وقد كانت المنازعات السياسية سبباً فيما لقيه
الذين جمعوا الحديث ونفوا زيفه ودوّنوا ما اعتقدوه صحيحاً منه ، من جهد وعنت أدى
إليهما حرص هؤلاء الجامعين على الدقة في التمحيص حرصاً لا يتطرق إليه ريب. ويكفي
أن يذكر الإنسان ما كابده البخاري من مشاق وأسفار في مختلف أقطار الدولة الإسلامية
لجمع
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 74