نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 51
العامل
الأوّل
الاتجاهات الحزبيةُ والتعصّبات القبلية
إنّ أعظم خلاف بين الأُمّة هو الخلاف في
قضية الإمامة ، إذ ما سل سيف قطّ في الإسلام وفي كلّ الأزمنة على قاعدة دينية مثل
ما سلّ على الإمامة ، وقد كان الشقاق بين المسلمين في تلك المسألة أوّل شقاق نجم
بينهم وجعلهم فرقاً أو فرقتين. فمن جانب نرى علياً صلوات اللّه عليه ورجال البيت
الهاشمي ركنوا إلى النص وقالوا : إنّ الإمامة شأنها شأنالنبوة لا تكون إلاّ
بالنصّ. وإنّ هذا النصّ قد صدر عن النبي في مواطن شتى ، آخرها واقعة الغدير
المشهورة بين كافّة الناس حينما قام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في محتشد عظيم وقال : « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ... ». [١]
ومن جانب آخر نرى الأنصار تجتمع في
سقيفة بني ساعدة قبل تجهيز النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ومواراته ، يبحثون عن قضية الإمامة أو الخلافة ، فيرى سيدهم أنّ القيادة حقّ
للأنصار رافعاً عقيرته بقوله : يا معشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في
الإسلام ليست في العرب ، إنّ محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم
لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وقلع الأنداد
[١] راجع في تواتره
وكثرة رواته في جميع العصور الإسلامية من عصر الصحابة إلى عصرنا هذا ، ودلالته على
الولاية الكبرى للإمام أمير المؤمنين ، كتاب الغدير : الجزء الأوّل ، ولأجل ذلك
طوينا الكلام عن نقل مصادره.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 51