واللّه عزّوجلّ قضى قضاءه على عباده ، لا
يجاوزون قضاءه ، بل هم كلّهم صائرون إلى ما خلقهم له ، واقعون فيما قدر عليهم لا
محالة ، وهو عدل منه عزّ وجلّ.
والزنى والسرقة ، وشرب الخمر ، وقتل
النفس ، وأكل المال الحرام ، والشرك باللّه عزّ وجلّ ، والذنوب والمعاصي ، كلّها
بقضاء وقدر من اللّه عزّ وجلّ ، من غير أن يكون لأحد من الخلق على اللّه حجّة ، بل
للّه عزّوجلّ الحجّة البالغة على خلقه « لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون ».
وعلم اللّه عزّ وجلّ ماض في خلقه بمشيئة
منه ، قد علم من إبليس ومن غيره ممّن عصاه ـ من لدن أن عصاه إبليس إلى أن تقوم
الساعة ـ المعصية ، وخلقهم لها ، وعلم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها ، فكلّ
يعمل بما خلق
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 164