نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 101
العقائد وطرح قدم
القرآن خاصة على بساط البحث مع أنّه لم يرد في ذلك نصّ عن النبي والصحابة.
قال « زهدي حسن » ـ عند البحث عن تأثير
الديانات ـ في تكون العقائد : فمن أهل تلك الأديان من تركوا أديانهم ودخلوا في
الإسلام. لكنّهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من عقائدهم القديمة ولم يتسن لهم أن
يتجرّدوا من سلطانها ، لأنّ للمعتقدات الدينية على نفوس الناس قوة نافذة وهيمنة
عظيمة فلا تزول بسهولة ولا تنسى بسرعة ، ولهذا فإنّهم نقلوا إلى الإسلام ـ عن غير
تعمد أو سوء قصد ـ بعض تلك المعتقدات ونشروها بين أهله.
ومنهم ـ وهذا يصحّ عن الفرس كما سنرى ـ
من اعتنق الإسلام لا عن إيمان به أو تحمس له وإنّما لغايات في نفوسهم فعل بعضهم
ذلك طمعاً في مال يجنيه أو جاه يناله ، وأقدم البعض الآخر عليه بدافع الحقد على
المسلمين الذين هزموا دينهم وهدموا ملكهم ، فأظهروا الإسلام وأبطنوا عداوته ودأبوا
على محاربته والكيد له ، فكانوا خطراً عليه كبيراً ، وشراً مستطيراً ، لأنّهم ما
انفكوا ينفثون فيه ما في صدورهم من الغل والغيظ ، ويروجون بين أبنائه من الأفكار
والآراء ما لا تقره العقيدة الإسلامية حباً في تشويه تلك العقيدة ورغبة في
إفسادها.
وكثيرون من غير المسلمين تمسكوا
بأديانهم الأصلية ، لأنّ الإسلام منحهم حرية العبادة ، ولم يتدخل في شؤونهم الخاصة
ما داموا يدفعون الجزية ، ولما توطدت أركان الدولة الإسلامية وتوسعت أعمالها في
عهد بني أُمية ، ولما لم تكن للعرب الخبرة الكافية في أُمور الإدارة ، فإنّهم
اضطروا إلى أن يعتمدوا في تصريف شؤون البلاد على أهل الأمصار المتعلمين الذين
اقتبسوا مدنية الفرس وحضارة البيزنطيين ، فأسندوا إليهم أعمال الدواوين. وهكذا
كانوا يحيون بين ظهراني المسلمين ، ويحتكون دوماً بهم ... والاحتكاك يؤدي إلى
تبادل الرأي ، والآراء سريعة الانتقال شديدة العدوى.
وقال أيضاً : إنّ الأمويين قربوهم (
المسيحيين ) إليهم ، واستعانوا بهم ، وأسندوا إليهم بعض المناصب العالية ، فقد جعل
معاوية بن أبي سفيان
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 101