نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 88
وبعد أن أظهر تراجعاً
عن القول بالقدر ـ كما تقدّم ـ استعان به عمر بن عبد العزيز ، فقال له : اجعلني على بيع الخزائن ـ خزائن ملوك بني اُميّة الماضين ـ
وردّ المظالم ، فكان يبيع تلك الخزائن وهو ينادي عليها : تعالوا إلى متاع الظلمة ،
تعالوا إلى من خَلَفَ رسول الله صلىاللهعليهوآله
في اُمّته بغير سنّته وسيرته [١]
!
أمّا زعيم « المرجئة الجبرية » الجهم بن
صفوان ، فقد خاض حرباً على ولاة الاُمويين ، فكان داعية الحارث بن سُريج في خراسان سنة ١٢٨ ه حتّى اُسِر وقُتل [٢].
وإذا صحّت نسبة سعيد بن جبير وأبي حنيفة
إلى المرجئة ، فهما من هذا الصنف الثوري ، فقد كان سعيد بن جبير في طليعة
القرّاء الذين ثاروا على بني اُميّة أيّام عبد الملك ، وأبو حنيفة قد أفتي
بنصرة زيد الشهيد وجعل خروجه على هشام كخروج رسول الله صلىاللهعليهوآله
على المشركين يوم بدر ، ثمّ ناصر محمّد النفس الزكية وأخاه إبراهيم على العباسييّن.
أعلام نُسِبوا إلى
الإرجاء :
١ ـ الحسن بن محمّد بن الحنفية :
عدّه البعض أوّل من وضع الإرجاء ، وعنه أخذه الناس ، ثمّ صاروا بعد إلى تلك
الأقسام.. لكن الإرجاء الذي نسبوه إليه ليس كإرجاء هذه المرجئة التي أخّرت
العمل وقالت إنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية ، فهو لم يؤخّر العمل عن
الإيمان ، لكنّه حكم بأنّ صاحب الكبيرة لا يكفّر ، إذ الطاعات ليس من
الإيمان حتى يزول الإيمان بزوالها.. وكان يكتب