نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 23
وهكذا تتعدّد التفسيرات وتتناقض لحقيقة واحدة
!
جذور التسميةُ وأسبابها :
كيف وقع الاختيار على تلك المسمّيات التي
عُرفت بها الفِرق الإسلامية ؟
من المسلّم أنّ الاسم لم يولد مع الفرقة
، وإنّما يُطلق عليها بعد ولادتها ، فكيف تمّ اختيار هذا الاسم أو ذاك ؟
هل كان زعيم كلّ فرقة هو الذي يتولّى تسمية
فرقته ؟ أم كان أصحاب الرأي فيها يتشاورون ليتّخذوا لفرقتهم اسماً تُعرف به ؟
إنّه ليس من المعقول أبداً أن ينبري زعماء
فرقةٍ ما وكبراؤها ـ وهم بلا شكّ يعتقدون أنّهم أولى الناس بالحقّ لأنّهم
دون سواهم علي هدى القرآن والسنّة ـ ثمّ ينتخبون لأنفسهم اسماً مثل : «
المعطّلة » أو « المعتزلة » أو « الخوارج » !
فكيف مع أسماء اُخرى هي أشدّ فظاظة وأدعى
للنُفرة ، من مثل : « الخشبية » أو « الشيطانيّة » ؟!
إنّ نظرة واحدة إلى تلك الأسماء ونظائرها
تبعث إلى يقين لا شكّ فيه بأنّها أسماء لا تصدر عن أصحاب هذه الفرقة ، أو
تلك ، أنفسهم ، ولا عن جهة محايدة تنظر إلى شتّى الفرق بعين واحد ، إنما
يستطيع المرء أن يقطع بأنّها لا تصدر إلّا عن خصم لا يعرف اللين والمداهنة.
فأي خصم هذا الذي إذا أذاع بياناً ذاع وانتشر
، وإذا أطلق على طائفة اسماً نفذ واشتهر ، حتى تستجيب له تلك الفرقة نفسها وترتضيه عَلَماً عليها ؟!
للدراسات والنشر ـ ط
١ ـ ١٩٧٧ م.
نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 23