نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 101
الإسلام بهذا النوع من
الحديث ، الحديث الدال علي التشبيه والتجسيم ، كما في أحاديث كعب الأحبار الذي أكثر عنه أبو هريرة ونسب بعض أحاديثه إلى الرسول صلىاللهعليهوآله
، كما نسب ذلك رواة حديثه الذين سمعوه يحدّث عن كعب مرّة وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله
مرّة ، فخلطوا ونسبوا بعض أحاديث كعب إلى الرسول ، فيكون التأثّر عن طريق
متابعة أحاديث مدسوسة عن هذا أو عن غيره ، وهذا أرجح بكثير من التلقّي
المباشر عن اليهود والنصارى.
الطائفة الثانية :
حملوا ما يتعلّق بصفات الباري تعالى على
خلاف الظاهر ، إذا كان الظاهر مفضياً إلى التشبيه أو التجسيم.. وهم فريقان :
الفريق الأول :
قَطَعَ بأنّ المراد لا يمكن أن يكون صفات خارجية ، من قبيل الحلول والتحيّز
والأعضاء والانفعال ، لكنّهم لم يدخلوا في البحث عن المراد منها ، بل
قالوا : الله أعلم بما أراد ، وقد عرفنا بمقتضى العقل أنّ الله تعالى ليس
كمثله شيء ، فلا يُشبه شيئاً من المخلوقات ولا يشبهه شيء منها ، وقطعنا
بذلك ، إلّا أنّا لا نعرف معنى اللفظ الوارد فيه ، مثل قوله تعالى : ( الرَّحْمَٰنُ
عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ )[١] ، وقوله تعالى : ( خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )[٢] ، وقوله تعالى : ( وَجَاءَ رَبُّكَ )[٣] إلى غير ذلك ، ولسنا
مكلّفين بمعرفة تفسير هذه الآيات وتأويلها ،