نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 36
سكتُّ
ابتدأني .. »[١]. ثم قال عليهالسلام
مرةً : إنَّ الله وهبَ لي لساناً سؤولاً ، وقلباً عقولاً .. [٢] وفي حديث طويل تحدّث الإمام عليّ عليهالسلام في هذا الصدد قائلاً : « ما نَزلت على رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم آية من القرآن إلاّ أقرأنيها وأملاها عليَّ
فكتبتها بخطي ، وعلمني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ،
وخاصّها وعامّها ، ودعا الله لي أن يعطيني فهمها وحفظها فما نسيتُ آية من كتاب
الله تعالى ولا علماً أملاه عليَّ وكتبته منذ دعا الله لي بما دعا ، وما ترك رسول
الله علماً علّمه الله من حلال ولا حرام ، ولا أمرٍ ولا نهي كان أو يكون .. إلاّ
علّمنيه وحفظته ، ولم أنسَ حرفاً واحداً منه .. »[٣].
وقد صرّح السيوطي أن معمراً روى عن وهب
بن عبدالله عن أبي الطفيل قال : «شهدتُ عليّاً يخطب وهو يقول : « سلوني فوالله لا
تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم به ، وسلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلاّ
وأنا أعلمُ أبليلٍ نزلت أم في نهار أم في سهل أم في جبلٍ ... »[٤].
قال السيوطي : «إنَّ أحداً من الصحابة
لم يجرؤ على أن يقول سلوني غير عليّ ... » [٥].
وكل ما تحدّث به الإمام عليّ عليهالسلام ، ونقله لنا التاريخ نقلاً أميناً ، شهد
به
[١] التاج الجامع
للاصول ٣ : ٣٣٥. وتاريخ الخلفاء ، للسيوطي : ١٧٠. والصواعق المحرقة ، لابن حجر : ١٢٦
ـ ١٢٧.