نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 30
الإمام عليّ عليهالسلام نفسه في خطبته الشهيرة بالقاصعة إذ
يقول : « وقد
علمتم موضعي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالقرابة القريبة ، والمنزلة
الخصيصة ، وضعني في حِجره وأنا وَلدٌ ، يضمّني إلى صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويُمسُني
جسده ، ويُشِمني عَرْفَه. وكان يمضغ الشيء ثم يُلقمنيه ، وما وَجَدَ لي كذبةً في
قولٍ ، ولا خطلةً في فعل ... ولقد كنتُ أتّبعهُ اتّباعَ الفصيل اثرَ اُمِه ، يرفع
لي في كلِّ يومٍ من أخلاقه عَلَماً ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاورُ في
كلِّ سنةٍ بحراء فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذ في الإسلام غيرَ
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخديجةَ وأنا
ثالثُهما ، أرى نور الوحي والرسالة وأشمُ ريح النبوة ... »[١].
إنَّ هذه الصورة التي ينقلها لنا الإمام
عليّ عليهالسلام نفسه عن
كيفية وطريقة التعامل التي كان يتبعها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
معه ، تكشف لنا عن حقيقة وأبعاد الهدف الأعظم من ذلك.
الرعاية النبوية الخاصة
للإمام عليّ عليهالسلام :
إنَّ هذه التربية المخصوصة للإمام عليّ عليهالسلام ، والرعاية الفائقة ، والحرص على أن
يكون الإمام عليّ عليهالسلام
قريباً جداً من أنوار الوحي ، وأن يكون متعرضاً لنفحات النبوة ، وأن يكون ثالث
ثلاثة في بيت الرسول القائد حيثُ مهبط الوحي ، إنّما لكي يتلقّى الإمام عليّ عليهالسلام في هذا المكان المشرّف الدروس الأولى ،
والتوجيهات النبوية المباشرة ، فينعكس ذلك على تكوينه الفكري والعقيدي «فلا يسجد
لصنم قط» [٢]
ولا يخالط عقله
[١] نهج البلاغة ، ضبط الدكتور صبحي الصالح : ٣٠٠ ـ ٣٠١ خطبة ١٩٢.
[٢] مناقب أمير
المؤمنين ٢ : ٥٤٠ / ١٠٤٥ عن أبي سعيد الخدري. والروض الآنف ، للسهيلي ٣
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 30