نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 131
وحدثنا أنس أنهم
قرأوا بهم قرآناً : ( ألا بلغوا عنا قومنا بأنّا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا )
ثم رفع بعد ذلك » [١]
!
والعجيب في هذا الخبر أنّ البخاري قد
صرح فيه أنَّ الأعراب قد غدروا بجميع القّراء وقتلوهم حين بلغوا بئر معونة.
بمعنى أنّهم إمّا لم يتمكنوا من أداء
مهمتهم ، لأنّهم قُتِلوا قبل ذلك ، وأمّا أنّهم أدّوا مهمتهم ثم قتلوا قبل الوصول
إلى المدينة.
والسؤال المحير هنا : كيف عَلِمَ أنس
بهذه الآية التي قرأوها ولم يصل أحد منهم إلى المدينة ليخبر أنس بهذه الآيات
النازلة ! التي قرأت ثم رفعت ؟ هذا مع أنّ الخبر موقوف على أنس ولم يرفعه إلى النبي
صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى يقال
مثلاً أنّه من أخبار صاحب الوحي عليهالسلام
، وهل بعد هذا يكون خبر الواحد الموقوف على صحابي من القرآن ؟
والسؤال الآخر : كيف رفع هذا القرآن ؟
من المكتوب ( وهو المصحف ) ؟ أم من القلوب ؟ والاحتمال الأول باطل ، إذْ لا نصّ
عليه ولو برواية مكذوبة ، والثاني كذلك زيادة على عدم رفعه من قلب أنس أو غيره
بدليل روايته ونقله.
٥ ـ في صحيح البخاري في باب من لم ير
بأساً أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا. بالإسناد إلى عائشة قالت : « سمع النبي
صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قارئاً يقرأ من الليل في المسجد فقال : يرحمه الله ، لقد
ذكرني كذا وكذا آية ، أسقطتها من سورة كذا وكذا » [٢].