نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 23
وعلى هذا فالمراد بقوله : ( ثم يكون
الهرج ) أي الفتن المؤذنة بقيام الساعة ، من خروج الدجال ثم يأجوج ومأجوج إلى أن
تنقضي الدنيا [١].
قال ابن كثير : قد وافق أبا الجلد طائفة
من العلماء ، ولعل قوله أرجح لما ذكرنا ، وقد كان ينظر في شيء من الكتب المتقدمة ،
وفي التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه : إن الله تعالى بشَّر إبراهيم
بإسماعيل ، وأنه ينميه ويكثِّره ، ويجعل في ذرّيّته اثنا عشر عظيماً. قال شيخنا
العلامة أبو العباس بن تيمية : وهؤلاء المبشَّر بهم في حديث جابر بن سمرة ، وقرّر
أنهم يكونون مفرّقين في الأمّة ، ولا تقوم الساعة حتى يوجدوا [٢].
قال السيوطي : وعلى هذا فقد وُجد من
الاثني عشر خليفة : الخلفاء الأربعة ، والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد
العزيز ، ويحتمل أن يُضم إليهم المهتدي من العباسيين ، لأنه فيهم كعمر بن عبد
العزيز ، وكذلك الطاهر لما أوتيه من العدل ، وبقي الاثنان المنتظران ، أحدهما
المهدي ، لأنه من أهل بيت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم[٣].
أقول
: يفسد هذا القول أن الإمام عليًّا
وابنه الإمام الحسن عليهمالسلام ـ
وهما من أهل البيت عليهمالسلام ـ
لم يعش واحد منهما ثلاثين سنة والآخر أربعين ، وعليه فينبغي إخراجهما من جملة
هؤلاء الاثني عشر.
قال ابن كثير : إن إخراج علي وابنه
الحسن من هؤلاء الاثني عشر خلاف ما نصَّ عليه أئمة السنة ، بل والشيعة [٤].
هذا مضافاً إلى أن عد السيوطي من هؤلاء
الخلفاء ثلاثة من أهل البيت خلاف حديث أبي الجلد الذي أيَّدوا به قولهم.
[١] البداية
والنهاية ٦ / ٢٥٦ ، فتح الباري ١٣ / ١٨٢.