ومع كل ذلك فإن أهل السنة بعد عصر
الخلافة عندهم أطبقوا على ترك هذا الواجب ، بل تركوا الخوض في هذه المسألة وتجنبوا
البحث فيها من قريب أو بعيد ، فلا نرى منهم اهتماماً بالبحث في هذا الأمر مع عظم
أهميته ، حتى تركه من تعرض لشرح تلك الأحاديث وقابله بالإعراض والإهمال الشديدين [٧]. ولعل السبب في ذلك خشية علماء أهل
السنة من سخط حكّام
[٦] راجع إن شئت
كلام ابن حزم في الفصل في الملل ٤ / ١٤٩ ، والبغدادي في الفرق بين الفرق ، ص ٣٤٩.
[٧] خذ مثالاً على
ذلك الإمام النووي الذي شرح صحيح مسلم ، فإنه لم يعلق بحرف واحد على حديث ( من مات
وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) ، راجع صحيح مسلم بشرح النووي ١٢ / ٢٤٠ ، مع
أن النووي توفي سنة ٦٧٦ هـ بعد سقوط الخلافة
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 213