نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 190
والبِر هو الطاعة والعبادة كما نصَّ
عليه ابن الأثير وغيره.
قال ابن الأثير : وفي حديث الاعتكاف : «
البِر يُردن » أي الطاعة والعبادة ، ومنه الحديث : ليس من البر الصيام في السفر [١].
وعليه لا يكون الصيام في السفر عبادة
ولا طاعة ، فيكون غير مشرَّعاً ولا مأموراً به ، فيتعيّن حينئذ الإفطار.
وقالوا : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما قال ذلك لما رأى زحاماً ورجلاً قد
ظُلِّل عليه ، فقال : ما هذا؟ فقالوا : صائم ...
وهذا يدل على أن الصيام الذي هو ليس
بِبِر إنما هو الصيام الذي تكون معه مشقة ، لا مطلق الصيام في السفر.
وهذا مردود بأن خصوص المورد لا يخصِّص
الوارد ، فإن لفظ ( الصيام ) في الحديث مطلق غير مقيد بحالة حصول المشقة والحرج ، فلا
يصح تخصيصه بما حدث في تلك الواقعة.
على أن الحديث الأول أوضح دلالة من هذا
الحديث ، لأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
وصف كل الصائمين بأنهم عصاة ، مع أنه لم يستعلم أحوالهم فوجدهم قد شقَّ عليهم
الصوم ، بل ظاهر الحديث أن صومهم لا مشقة فيه عليهم ، لأنهم لو وجدوا فيه أدنى
مشقّة وكانوا قد رأوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
يفطر لأفطروا معه ، ولكنهم لما وجدوا في أنفسهم طاقة على الصوم بلا حرج عليه صاموا
، وهو واضح لا