نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 148
وأخرج الخطيب عن علي بن جرير ، قال : كنت
في الكوفة فقدمت البصرة وبها ابن المبارك ، فقال لي : كيف تركت الناس؟ قال : قلت :
تركت بالكوفة قوماً يزعمون أن أبا حنيفة أعلم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. قال : كُفْر. قلت : اتخَذوك في الكفر
إماماً. قال : فبكى حتى ابتلّت لحيته ، يعني أنه حدَّث عنه.
وعنه أيضاً قال : قدمت على ابن المبارك
، فقال له رجل : إن رجلين تماريا عندنا في مسألة ، فقال أحدهما : قال أبو حنيفة.
وقال الآخر : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقال : كان أبو حنيفة أعلم بالقضاء [١].
هذا غيض من فيض من الآثار المذمومة
للتعصب للمذاهب ، نسأل الله أن يأخذ بيد جميع المسلمين إلى رضاه ، إنه قريب مجيب.
المسْلم غير ملزم باتباع أحد المذاهب الأربعة :
هذا وقد ذكر بعض علماء أهل السنة في
كتبهم ما يضيء الدرب أمام مَن التزم باتباع مذهب معين ، فشدَّدوا في الإرشاد ، وأبلغوا
في النصح ، لعل شيئاً منها يجد أذناً صاغية أو قلباً واعياً.
وإليك بعض كلماتهم :
قال ابن عبد البر : يقال لمن قال
بالتقليد : لِمَ قلتَ به وخالفتَ السلف في ذلك ، فإنهم لم يقلّدوا؟
فإن قال : قلَّدتُ لأن كتاب الله جل
وعزّ لا علم لي بتأويله ، وسُنّة رسوله لم أحصها ، والذي قلّدته قد علم ذلك ، فقلّدت
مَن هو أعلم مني.
قيل له : أما العلماء إذا اجتمعوا على
شيء من تأويل الكتاب ، أو حكاية سُنّة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، أو اجتمع رأيهم على شيء فهو الحق ، لا شك فيه ، ولكن اختلفوا فيما قلّدت فيه
بعضهم دون بعض ، فما حُجّتك في تقليد بعض دون بعض ، وكلهم عالم ، ولعل الذي رغبت
عن قوله أعلم من